قال أحدُ السلفِ وهو يُوصِي أحد إخوانِه : اجعلْ الهمَّ همّاً واحداً ، همَّ لقاءِ اللهِ عز وجل ، همَّ الآخرة ، همَّ الوقوفِ بين يديْهِ ، { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ } . فليس هناك همومٌ إلا وهي أقلُّ من هذا الهمِّ ، أيّ همٍّ هذه الحياةُ ؟ مناصبِها ووظائِفها ، وذهبِها وفضتِها وأولادِها ، وأموالِها وجاهِها وشهرتِها وقصورِها ودورِها ، لا شيء !!
واللهُ جلّ وعلا قد وصف أعداءَهُ المنافقين فقال : { أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ } ، فهمُّهم : أنفسُهْم وبطونُهم وشهواتُهم ، وليست لهمْ هِمَمٌ عاليةٌ أبداً !
ولمَّا بايع صلى الله عليه و سلم الناس نَحتَ الشجرةِ انفلت أحدُ المنافقين يبحثُ عن جَمَلٍ لهُ أحمر ، وقالَ : لحُصولي على جملي هذا أحبُّ إليَّ من بيْعتِكُمْ . فورَدَ : « كلُّكمْ مغفورٌ له إلاَّ صاحبَ الجملِ الأحمرِ » .
إنَّ أحد المنافقين أهمتْهُ نفسهُ ، وقال لأصحابهِ : لا تنفروا في الحرِّ . فقال سبحانه : { قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً } .
وقال آخرُ : { ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي } . وهمُّه نفسُه ، فقال سبحانه : { أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ } .
وآخرون أهمتْهُمْ أموالُهُمْ وأهلوهْم : { شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا } . إنهِا الهمومُ التافهةُ الرخيصةُ ، التي يحملُها التافهون الرخيصون ، أما الصحابة الأجلاَّءُ فإنهمْ يبتغون فضلاً من اللهِ ورضواناً . ومثلهم من اهتدى بهديهم إلى يوم الدين
الثلاثاء، 12 مايو 2009
اجعلْ الهمَّ همّاً واحداً
الأربعاء، 6 مايو 2009
لَمْ يَزَلْ مُعْرِضَاً عَنْهُ حَتَّى يُحْدِثُ تَوْبَةً
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اطَّلَعَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كَذَبَ كِذْبَةً لَمْ يَزَلْ مُعْرِضَاً عَنْهُ حَتَّى يُحْدِثُ تَوْبَةً". أخرجه أحمد (6/152) وصححه الألباني (صحيح الجامع، رقم 4675).
الاثنين، 4 مايو 2009
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)