السبت، 28 فبراير 2009
الرزق بيد الله
قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( حَقّ تَوَكُّله ) بِأَنْ لَمْ يَخْطُر بِبَالِك مُدَاخَلَة لِغَيْرِهِ تَعَالَى فِي الرِّزْق أَصْلًا وَعَمِلْتُمْ بِمُقْتَضَاهُ
( لَرَزَقَكُمْ ) كُلّ يَوْم رِزْقًا جَدِيدًا مِنْ غَيْر أَنْ تَحْتَاجُوا إِلَى حِفْظ الْمَال وَلَا يَلْزَم مِنْهُ تَرْك السَّعْي فِي تَحْصِيل ذَلِكَ بِالْخُرُوجِ وَالْحَرَكَة فَإِنَّ السَّعْي مُعْتَاد فِي الطَّيْر وَقَدْ ذَكَرَ فِي الْحَدِيث ب
قَوْله ( تَغْدُو ) أَيْ تَخْرُج مِنْ أَوَّل النَّهَار
( خِمَاصًا ) جِيَاعًا
( وَتَرُوح ) أَيْ آخِره
( بِطَانًا ) أَيْ مُمْتَلِئَة الْأَجْوَاف قَالَ السُّيُوطِيُّ الْخِمَاص جَمْع خَمِيص وَالْبِطَان جَمْع بَطِين قُلْنَا هُمَا كَالْكِرَامِ جَمْع كَرِيم وَاَللَّه أَعْلَم وَفِيهِ أَنَّ الْحَاجَة فِي الْإِنْسَان إِلَى حِفْظ الْمَال إِنَّمَا جَاءَتْ مِنْ جِهَة تَرْك حَقّ التَّوَكُّل عَلَى الْجَلِيل الْمُتَعَالّ .
مستمعينا الكرام
إن من الأفكار السائدة بين المسلمين والتي لا يكاد ألا ويرددها كل واحد منا هو أن الرزق بيد الله، ولكن الملاحظ أن هناك الكثير ممن ينطق بها لسانه دون قلبه، وترددها شفتاه دون أن يطابقها عمله. فترى المسلم يُقبل على كسب الحرام مع إيمانه بأن الرزق بيد الله، وإذا ضاق عليه الحال أكل الحرام دون أن يبالي بغضب الله ودون أن يتذكر أن رزقه بيد الله .
فما هو معنى أن الرزق بيد الله؟ وهل معنى ذلك أن يقعد الإنسان عن طلب رزقه إذا علم أن رزقه قد كتبه الله في اللوح المحفوظ منذ الأزل؟ وهل هناك علاقة بين الرزق والسعي لكسب العيش؟.
المستمعون الكرام: لقد شاء الله أن يكون رزق عبيده بيده وحده لا سواه. فكتبه الله في اللوح المحفوظ وقدره. عن سعد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم"ألا وإن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها".
فلن تموت نفس ناقصة رزق أو أجل بل هي اخذ بنصيبها مما كتب الله لها حتى وإن لم تعمل له أو تسعى من أجله.
ولكن أوجب على عباده السعي لكسب العيش دون أن يتعارض ذلك مع أن رزقه محدود مكتوب .
قال تعالى{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }.
إن الإيمان بأن الرزق بيد الله وحده فرض علينا وهو جزء من العقيدة الإسلامية ومن ينكر ذلك فهو كافر استحق عذاب جهنم والعياذ بالله.
ومن لم تكفه الآيات الكريمة والأحاديث ليعلم أن الرزق بيد الله وحده فلينظر إلى الأمثال التي ضربها الله في كتابه من مثل صاحب الجنتين الذي غرته جنتاه فظن أن الله عنه عاجز أو أن رزقه كان بفعله وذكائه وليس بيد الله. ولا يذهب بعيدا فلينظر حوله ويرى كيف أن الله يرزق فلانا رزقا وافرا ويقدر على غيره، ولربما من كان رزقه أكثر هو أقل ذكاء وأضعف حيلة ولكن الله أراد رزقته وحسب.
ولينظر حوله ويرى كيف أن الله يقلب الأحوال بين عباده فيصبح الرجل غنيا ويمسي فقيرا. وكيف أنه يخرج من عائلة غنية وافرة الرزق من لا يجد قوت يومه . وغيرها الكثير الكثير من الأمثلة التي لا تحصى والتي تدل دلالة قاطعة أن الرزق بيد الله لا بيد غيره، وأنه وحده من يزرق ومن يقدر ولا دخل لذكاء ولا لعائلة ولا لشيء برزق الله .
ولكن الله في الوقت نفسه فرض على المولود له السعي لكسب قوت عياله وجعل ذلك من واجباته تجاه أهله.{وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا}
فالعمل لكسب العيش واجب والسعي على رزق العيال واجب.
ولكن حذار عباد الله أن تخلطوا بين الأمرين، فتقولوا بما أنّ الله فرض علينا العمل لكسب العيش فالرزق إذاً لا يأتي بدون عمل، حذار عباد الله، فلا تخلطوا بين الأمرين، الرزق بيد الله وحده وهو آتيك. نعم الأمران مختلفان، فكما أوجب الله علينا الصلاة والصيام والجهاد وحمل الدعوة أوجب علينا السعي لكسب قوت اليوم، والرزق قد قدره الله لكل واحد منا من قبل أن يُخلق وهو ثابت لا يتغير فهو في علم الله، فاعلموا أن الله يرزق من يشاء ويقدر على من يشاء فأجملوا في الطلب .
فلا يدفعنكم ضيق العيش وصعوبة الحال إلى معصية الله ونسيان أن الأمر بيده، فاتقوا الله في أعمالكم ولا تفكروا بعصيانه لأجل قوت يومكم .
الجمعة، 27 فبراير 2009
قصه من الباخره المصريه "سالم اكسبريس"
قصه من الباخره المصريه "سالم اكسبريس"
وهذا رجلٌ نجاه الله من الغرق في حادث الباخرة ' سالم اكسبريس ' يحكي قصة
زوجته التي غرقت في طريق العودة من رحلة الحج
يقول: صرخ الجميع (( إن الباخرة تغرق )) فصرختُ فيها..
هيا اخرجي.
فقالت : والله لن أخرج حتى ألبس حجابى كاملاً.
فقال : هذا وقت حجاب !!! اخرجي!! فإننا سنهلك !!!.
قالت : والله لن أخرج إلا وقد ارتديت حجابى بكامله فإن مت ألقى الله على
طاعة فلبست ثيابها وخرجت مع زوجها..فلما تحقق الجميع من الغرق تعلقت به..
وقالت: استحلفك بالله هل أنت راضٍ عنى ؟
فبكى الزوج .ثم قالت: هل أنت راضٍ عنى ؟ فبكى.. فقالت: أريد أن أسمعها.
قال والله إني راضٍ عنك.
فبكت المرأة الشابة وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً
رسول الله ، وظلت تردد الشهادة حتى غرقت
فبكى الزوج وهو يقول : أرجو من الله أن يجمعنا بها فى الآخرة فى جنات النعيم .....
سبحان الله .. !! أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه
الحياة وأهله حوله يبكون فبينما هو يصارع الموت..
سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب ونفسُهُ تُحشْرجُ في حلقه وقد أشتدّ نزعُه
وعظـُم كربه فلما سمع النداء قال لمن حوله :
خذوا بيدي...!! قالوا : إلى أين ؟ .. قال : إلى المسجد ..
قالوا : وأنت على هذه الحال !!
قال : سبحان الله .. !! أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه
خذوا بيدي..
فحملوه بين رجلين فصلى ركعة مع الإمام ثمّ مات في سجوده
الخميس، 26 فبراير 2009
في كل عضو أمر ونهي
لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر، وله عليه فيه نهي، وله فيه نعمة، وله به منفعة ولذة . فإن قام لله في ذلك العضو بأمره واجتنب فيه نهيه فقد أدى شكر نعمته عليه فيه وسعى في تكميل انتفاعه ولذته به، وإن عطل أمر الله ونهيه فيه عطله الله من انتفاعه بذلك العضو وجعله من أكبر أسباب ألمه ومضرته.
وله عليه في كل وقت من أوقاته عبودية تقدمه إليه وتقربه منه، فإن شغل وقته بعبودية الوقت تقدم إلى ربه، وإن شغله بهوى أو راحة وبطالة تأخر، فالعبد لا يزال في تقدم أو تأخر ولا وقوف في الطريق ألبتة . قال تعالى : { لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر } سورة المدثر : الآية رقم :37 .
كتاب الفوائد لابن القيم
الاثنين، 23 فبراير 2009
روض نفسك
كتاب المواعظ لابن الجوزي
الاثنين، 16 فبراير 2009
مَثَلُ الْمُؤْمِنِ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ
قال النووي رحمه الله: قال العلماء:(معنى الحديث أن المؤمن كثير الآلام في بدنه أو أهله أو ماله، وذلك مُكفّر لسيئاته، ورافع لدرجاته، وأما الكافر فقليلها وإن وقع به شيء لم يُكفّر شيئاً من سيئاته بل يأتي بها يوم القيامة كاملة).
حسن الخلق من التقوى
كتاب الفوائد لابن القيم
الأحد، 15 فبراير 2009
قبل النوم
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتَى إِلَى فِرَاشِهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا وَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ مَسْحَ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ مَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " . رواه أحمد
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
الجمعة، 13 فبراير 2009
أساسُ الخيرِ الإيمانُ بما شاءه تعالى
أساس كل خير أن تعلم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فتتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه فتشكره عليها. وتتضرع إليه ألا يقطعان عنك، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته، فنبتهل إليه أن يحول بينك وبينها، ولا يكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك.
وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد. وكل شر فأصله خذلانه لعبده. وأجمعوا أن التوفيق ألا يكلك الله نفسك وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك. فإذا كان كل خير فأصله التوفيق وهو بيد العبد فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجئ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أعطي العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضله عن المفتاح بقي باب الخير مُرْتَجًا دونه.
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: إني لا أحمل هم الإجابة ولكن هم الدعاء فإن الإجابة معه. وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدرهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك، فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين، يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به والخذلان في مواضعه اللائقة به، وهو العليم الحكيم.
وما أتي من أتي إلا من قِبَل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء، ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء.
وملاك ذلك الصبر فإنه من الإيمان بمنزله الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس فلا بقاء لجسد.
كتاب الفوائد لابن القيم
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
الخميس، 12 فبراير 2009
هذه وصايا لقمان لابنه
سيجعل لهم الرحمن وداً
عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " { سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا } قَالَ: يُحِبُّهُمْ وَيُحَبِّبُهُمْ "
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَحَبَّةٌ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ حَتَّى يَكُونَ بَدْؤُهَا مِنَ اللَّهِ، يُنْزِلُهَا عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُنْزِلُهَا عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، وَلَمْ يَكُنْ بَغْضَاءُ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ حَتَّى يَكُونَ بَدْؤُهَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، يُنْزِلُهَا عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُنْزِلُهَا عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، قَرَأَ { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا } .
كتاب الأولياء لابن أبي الدنيا
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
الأربعاء، 11 فبراير 2009
أنواع النعم
النعم ثلاثة: نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة منتظرة يرجوها ، ونعمة هو فيها لا يشعر بها ، فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده عرفه نعمته الحاضرة وأعطاه من شكره قيدا يقيدها به حتى لا تشرد،فإنها تشرد بالمعصية وتقيد بالشكر. ووفقه لعمل يستجلب به النعمة المنتظرة وبصَّره بالطرق التي تسدها وتقطع طريقها ووفقه لاجتنابها. وإذا بها قد وافت إليه على أتم الوجوه، وعرفه النعم التي هو فيها ولا يشعر بها.
يحكى أن أعرابيا دخل على الرشيد، فقال : يا أمير المؤمنين ثبت الله عليك النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها، وحقق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن به ودوام طاعته، وعرفك النعم التي أنت فيها ولا تعرفها لتشكرها. فأعجبه ذلك منه وقال: ما أحسن تقسيمه.
كتاب الفوائد لابن القيم
الثلاثاء، 10 فبراير 2009
المناجاة الثالثة : مناجاة الخائفين
1 ـ إلهِي أَتَراكَ بَعْدَ الإِيْمانِ بِكَ تُعَذِّبُنِي، أَمْ بَعْدَ حُبِّي إيَّاكَ تُبَعِّدُنِي، أَمْ مَعَ رَجآئِي برحمَتِكَ وَصَفْحِكَ تَحْرِمُنِي، أَمْ مَعَ اسْتِجارَتِي بِعَفْوِكَ تُسْلِمُنِي؟ حاشا لِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ تُخَيِّبَنِي، لَيْتَ شِعْرِي، أَلِلشَّقآءِ وَلَدَتْنِي أُمِّي، أَمْ لِلْعَنآءِ رَبَّتْنِي؟ فَلَيْتَهَا لَمْ تَلِدْنِي وَلَمْ تُرَبِّنِي، وَلَيْتَنِي عَلِمْتُ أَمِنْ أَهْلِ السَّعادَةِ جَعَلْتَنِي؟ وَبِقُرْبِكَ وَجَوارِكَ خَصَصْتَنِي؟ فَتَقَرَّ بِذلِكَ عَيْنِي، وَتَطْمَئِنَّ لَهُ نَفْسِي.
2 ـ إلهِي هَلْ تُسَوِّدُ وُجُوهً خَرَّتْ ساجِدَةً لِعَظَمَتِكَ؟ أَوْ تُخْرِسُ أَلْسِنَةً نَطَقَتْ بِالثَّنآءِ عَلَى مَجْدِكَ وَجَلالَتِكَ؟ أَوْ تَطْبَعُ عَلَى قُلُوب انْطَوَتْ عَلى مَحَبَّتِكَ؟ أَوْ تُصِمُّ أَسْماعَاً تَلَذَّذَتْ بِسَماعِ ذِكْرِكَ فِي إرادَتِكَ؟ أَوْ تَغُلُّ أَكُفَّاً رَفَعَتْهَا الآمالُ إلَيْكَ رَجآءَ رَأْفَتِكَ؟ أَوْ تُعاقِبُ أَبْداناً عَمِلَتْ بِطاعَتِكَ حَتَّى نَحِلَتْ فِي مُجاهَدَتِكَ، أَوْ تُعَذِّبُ أَرْجُلاً سَعَتْ فِي عِبادَتِكَ.
3 ـ إلهِي لا تُغْلِقْ عَلى مُوَحِّدِيكَ أَبْوابَ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْجُبْ مُشْتاقِيكَ عَنِ النَّظَرِ إلَى جَمِيلِ رُؤْيَتِكَ.
4 ـ إلهِي نَفْسٌ أَعْزَزْتَها بِتَوْحِيدِكَ، كَيْفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ هِجْرانِكَ؟ وَضَمِيرٌ انْعَقَدَ عَلى مَوَدَّتِكَ كَيْفَ تُحْرِقُهُ بِحَرَارَةِ نِيرانِكَ؟
5 ـ إلهِي أَجِرْنِي مِنْ أَلِيمِ غَضَبِكَ وَعَظِيمِ سَخَطِكَ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ، يا رَحِيمُ يا رَحْمنُ، يا جَبَّارُ يا قَهَّارُ، يا غَفَّارُ يا سَتَّارُ، نَجِّنِي بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِ النَّارِ، وَفَضِيحَةِ الْعارِ، إذَا امْتازَ الأَخْيارُ مِنَ الأَشْرارِ، وَحالَتِ الأَحْوالُ، وَهالَتِ الأَهْوالُ وَقَرُبَ الْمُحْسِنُونَ، وَبَعُدَ الْمُسِيؤُنَ، وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْس ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ.
الاثنين، 9 فبراير 2009
سارع إلى التوبة والإنابة
أيها العبد: راقب من يراك على كل حال وما زال نظره إليك في جميع الأفعال وطهر سرك فهو عليم بما يخطر بالبال.
كتاب المواعظ لابن الجوزي
الأحد، 8 فبراير 2009
مناجاة الشاكين
1 ـ إلهِي إليْكَ أَشْكُو نَفْساً بِالسُّوءِ أَمَّارَةً، وَإلَى الْخَطيئَةِ مُبادِرَةً، وَبِمَعاصِيكَ مُولَعَةً، وَلِسَخَطِكَ مُتَعَرِّضَةً، تسْلُكُ بِي مَسالِكَ الْمَهالِكِ، وَتَجْعَلُنِي عِنْدَكَ أَهْوَنَ هالِك، كَثِيرَةَ الْعِلَلِ طَوِيلَةَ الاَمَلِ، إنْ مَسَّهَا الشَّرُّ تَجْزَعُ، وَإنْ مَسَّهَا الْخَيْرُ تَمْنَعُ، مَيَّالَةً إلَى اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ، مَمْلُوَّةً بِالْغَفْلَةِ وَالسَّهُوِ، تُسْرِعُ بِي إلَى الْحَوْبَةِ، وَتُسَوِّفُنِي بِالتَّوْبَةِ.
2 ـ إلهِي أَشْكُو إلَيْكَ عَدُوّاً يُضِلُّنِي، وَشَيْطانَاً يَغْوِينِي، قَدْ مَلاَ بِالْوَسْواسِ صَدْرِي، وَأَحاطَتْ هَواجِسُهُ بِقَلْبِي يُعاضِدُ لِيَ الْهَوى، وَيُزَيِّنُ لِي حُبَّ الدُّنْيَا، وَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ الطَّاعَةِ وَالزُّلْفى.
3 ـ إلهِي إلَيْكَ أَشْكُو قَلْبَاً قاسِياً مَعَ الْوَسْواسِ مُتَقَلِّباً، وَبِالرَّيْنِ وَالطَّبْعِ مُتَلَبِّساً، وَعَيْنَاً عَنِ الْبُكآءِ مِنْ خَوْفِكَ جامِدَةً، وَإلى ما تَسُرُّها طامِحَةً.
4 ـ إلهِي لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِقُدْرَتِكَ، وَلا نَجاةَ لِي مِنْ مَكارِهِ الدُّنْيا إلاَّ بِعِصْمَتِكَ، فَأَسْأَلُكَ بِبَلاغَةِ حِكْمَتِكَ، وَنَفاذِ مَشِيَّتِكَ، أَنْ لا تَجْعَلَنِي لِغَيْرِ جُودِكَ مُتَعَرِّضاً، وَلا تُصَيِّرَنِي لِلْفِتَنِ غَرَضاً، وَكُنْ لِي عَلَى الأَعْداءِ ناصِرَاً، وَعَلَى الْمَخَازِي وَالْعُيُوبِ ساتِراً، وَمِنَ الْبَلاءِ واقِياً، وَعَنِ الْمَعاصِي عاصِمَاً، بِرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
مناجاة التائبين
1 ـ إلهِي أَلْبَسَتْنِي الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتِي، وَجَلَّلَنِي التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتِي، وَأَماتَ قَلْبِي عَظِيمُ جِنايَتِي، فَأَحْيِه بِتَوْبَة مِنْكَ يا أَمَلِي وَبُغْيَتِي، وَيا سُؤْلِي وَمُنْيَتِي، فَوَ عِزَّتِكَ ما أَجِدُ لِذُنُوبِي سِواكَ غافِراً، وَلا أَرى لِكَسْرِي غَيْرَكَ جابِراً، وَقَدْ خَضَعْتُ بِالإنابَةِ إلَيْكَ وَعَنَوْتُ بِالاسْتِكانَةِ لَدَيْكَ، فَإنْ طَرَدْتَنِي مِنْ بابِكَ فَبِمَنْ أَلُوذُ؟ وَإنْ رَدَدْتَنِي عَنْ جَنابِكَ فَبِمَنْ أَعُوذُ؟ فَوا أَسَفاهُ مِنْ خَجْلَتِي وَافْتِضَاحِي، وَوالَهْفاهُ مِنْ سُوءِ عَمَلِي وَاجْتِراحِي.
2 ـ أَسْأَلُكَ يا غافِرَ الذَّنْبِ الْكَبِيرِ، وَيا جابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ، أَنْ تَهَبَ لِي مُوبِقاتِ الْجَرآئِرِ، وَتَسْتُرَ عَلَيَّ فاضِحاتِ السَّرآئِرِ، وَلا تُخْلِنِي فِي مَشْهَدِ الْقِيامَةِ مِنْ بَرْدِ عَفْوِكَ وَغَفْرِكَ، وَلا تُعْرِنِي مِنْ جَمِيلِ صَفْحِكَ وَسَتْرِكَ.
3 ـ إلهِي ظَلِّلْ عَلَى ذُنُوبِي غَمامَ رَحْمَتِكَ، وَأَرْسِلْ عَلى عُيُوبِي سَحابَ رَأْفَتِكَ.
4 ـ إلهِي هَلْ يَرْجِعُ الْعَبْدُ الابِقُ إلاَّ إلَى مَوْلاهُ أَمْ هَلْ يُجِيرُهُ مِنْ سَخَطِهِ أَحَدٌ سِواهُ؟
5 ـ إلهِي إنْ كانَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْب تَوْبَةً، فَإنِّي وَعِزَّتِكَ مِنَ النَّادِمِينَ، وَإنْ كَانَ الاسْتِغْفارُ مِنَ الْخَطيئَةِ حِطَّةً، فَإنِّي لَكَ مِنَ الُمُسْتَغْفِرِينَ، لَكَ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى.
6 ـ إلهِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ تُبْ عَلَيَّ، وَبِحِلْمِكَ عَنِّي اعْفُ عَنِّي، وَبِعِلْمِكَ بِي ارْفَقْ بِي.
7 ـ إلهِي أَنْتَ الَّذي فَتَحْتَ لِعِبادِكَ بَابَاً إلَى عَفْوِكَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ، فَقُلْتَ: ( تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحَاً )، فَما عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ الْبابِ بَعْدَ فَتْحِهِ.
8 ـ إلهِي إنْ كانَ قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ.
9 ـ إلهِي ما أَنَا بِأَوَّلِ مَنْ عَصاكَ، فَتُبْتَ عَلَيْهِ، وَتَعَرَّضَ بِمَعْرُوفِكَ، فَجُدْتَ عَلَيْهِ، يا مُجِيبَ الْمُضْطَرِّ، يا كَاشِفَ الضُّرِّ، يا عَظِيمَ الْبِرِّ، يا عَليمَاً بِما فِي السِّرِّ، يا جَمِيلَ السِّتْرِ اسْتَشْفَعْتُ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ إلَيْكَ، وَتَوَسَّلْتُ بِجَنابِكَ وَتَرَحُّمِكَ لَدَيْكَ، فَاسْتَجِبْ دُعآئِي، وَلا تُخَيِّبْ فِيكَ رَجآئِي وَتَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَكَفِّرْ خَطيئَتِي، بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
فلنرفع أصواتنا بالصلاة على محمد
فلما حضر عنده وجده في حالة الاحتضار ..
قال له : كيف تجد مرارة نزع الروح ؟
قال المريض : إني لاأجد أي مرارة بل احس بطعم حلو في فمي ...
تعجب الرجل الصالح من كلام المؤمن ..
لأنه من المتعارف عند الجميع أن نزع الروح من الأمور الشاقه والمره ...
التي يواجهها كل انسان ساعة خروجه من هذه الدنيا ...
فلما رأى المريض حالة التعجب والحيرة في وجه الرجل ...
قال له : ياهذا لاتتعجب ، إني سمعت حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال :' من أكثر من الصلاة عليّ سوف لايجد السوء والأذى ساعة الاحتضار '،
وإني منذ مدة طويله أُكثر من الصلاة على محمد وآل محمد ، لهذا أجد من جراء ذلك دوام السعادة والخير وخصوصا هذه الساعة
( فلنرفع أصواتنا بالصلاة على محمد وآل محمد )
أدم الصلاة على النبي محمد فقبولها حتما بغير تــردد
أعمالنا بين القبول و ردهـا إلا الصلاة على النبي محمد
السبت، 7 فبراير 2009
هذا اليراع
أنفع الناس وأضرهم
بسم الله الرحمن الرحيم
أنفع الناس لك رجل مكنك من نفسه حتى تزرع فيه خيرا أو تصنع إليه معروفا ، فإنه نعم العون لك على منفعتك وكمالك. فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك أو أكثر . وأضر الناس عليك من مكن نفسه منك حتى تعصي الله فيه فإنه عون لك على مضرتك ونقصك.
كتاب الفوائد لابن القيم
الجمعة، 6 فبراير 2009
الخميس، 5 فبراير 2009
فِرَاسَةُ الأتقياء
يا أيها الأعزل احذر فراسة المتقي، فإنه يرى عورة عملك من وراء ستر «اتقوا فراسة المؤمن» رواه الترمذي في سننه، والفراسة - بكسر الفاء- قال في النهاية: يقال بمعنيين: أحدهما، ما دل ظاهر هذا الحديث عليه وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس. والثاني نوع يتعلم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق فتعرف به أحوال الناس. وللناس فيه تصانيف قديمة وحديثة.
كتاب الفوائد لابن القيم
الأربعاء، 4 فبراير 2009
النوم على طهارة
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( طهروا هذه الأجساد طهركم الله فإنه ليس من عبد يبيت طاهرا إلا بات معه في شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهرا ) . رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :( مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ مِنْ اللَّيْلِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ حَتَّى يُصْبِحَ كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ) رواه النسائي و ابن ماجه بإسناد جيد وابن خزيمة في صحيحه
الاثنين، 2 فبراير 2009
الحياة طريق مسافر
الحياة طريق مسافر
الناس منذ خلقوا لم يزالوا مسافرين ، وليس لهم عن حط رحالهم إلا في الجنة أو النار، والعاقل يعلم أن السفر مبني على المشقة وركوب الأخطار. ومن المحال عادة أن يطلب فيه نعيما ولذة وراحة، إنما ذلك بعد انتهاء السفر. ومن المعلوم أن كل وطأة قدم أو كل آن من آنات السفر غير واقفة، ولا المكلف واقف ، وقد ثبت أنه مسافر على الحال التي يجب أن يكون المسافر عليها من تهيئة الزاد الموصل، وإذا نزل أو نام أو استراح فعلى قدم الاستعداد للسير.
كتاب الفوائد لابن القيم