الاثنين، 5 أبريل 2010

الزهد في الدنيا

إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله ، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله ، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله ، وإذا تعرفوا على ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة‏.‏
قال بعض الزهاد ‏:‏ ما علمت أن أحدا سمع بالجنة والنار تأتي عليه ساعة لا يطيع الله فيها بذكر أو صلاة أو قراءة أو إحسان ، فقال له رجل‏:‏ إني أكثر البكاء ، فقال ‏:‏ إنك إن تضحك وأنت مقر بخطيئتك خير من أن تبكي وأنت مدل ‏ بعملك ، وإن المدل لا يصعد عمله فوق رأسه ، فقال ‏:‏ أوصني ، فقال ‏:‏ دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها ،
وكن في الدنيا كالنحلة إن أكلت أكلت طيبا وإن أطعمت أطعمت طيبا وإن سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه ‏.‏
كتاب الفوائد لابن القيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق