الأحد، 21 مارس 2010

وقفة تأمل ومحاسبة في تمام الأربعين

منقول من مدونة الاخ منيع البوح

وقفة تأمل ومحاسبة في تمام الأربعين








في هذا اليوم ابلغ سن تمام الاربعين باليوم والليلة وهنا لي وقفه بل توقف طويلة وتأمل ومحاسبة ومراجعة وتصحيح وتجديد للتوبه ولأنابة مع قوله تعالى:

{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }الأحقاف15












ثم تأملت قوله تعالى في وصفِ موجز وبليغ ابلغ من دواوين العرب قاطبة وافصح من لسان شعراء الجاهلية والاسلام مجتمعة آية وصف فيها سبحانة حقيقة الحياة التي نلهث فيها سعياً وعدوا خلف سراب ووهم اسمه الدنيا وصفها سبحانه فصورها على حقيقتها مجرده من كل المفاتن عارية من كل ستر خلع عنها زينتها وزخرفها وأستارها البراقه وأظهر لنا حقيقتها وجوهرها ومئالها وخاتمتها قال سبحانه:

(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) (19) الحديد




وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور 00 فأغتررنا بها فهل سيكون مئالنا الى عذاب شديد بما فرطنا وسوفنا واسرفنا على انفسنا بالذنوب ام ستشملنا رحمته سبحانه الرحمن الرحيم ويشملنا برضوانه وامتنانه0









انني اقف اليوم غير مصدق انني قد بلغت الاربعين اقلب شهادة ميلادي اعيد حساباتي اعيد شريط ذكرياتي فوجدتة مليئا بالمعاصي والذنوب والتقصير

وجدت ان زادي لا شك لن يبلغني فما لي سبيل الا التوبه والأنابة وطلب الرحمه والمغفره من الرحمن 0









ولكن كيف سئبدأ وكيف أستفيد من هذه الوقفه والمحاسبه وكيف أعوض ما فات من وقت قضيته في اللهو والعبث والقيل والقال فما بقي قطعا هو أقل مما فات أو سأكون فيه أقل قوة على الطاعات والاعمال مما سبق من شبابي فرجعت الى كتب الصالحين واطلعت على حال السلف في محاسبة أنفسهم على الوقت فوجدت الشيء العجاب!!






فهذا ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول كان جدي في حفظ الوقت عجبا .. كان إذا دخل الخلاء قال لأحد أبنائه أقرأ الكتاب وارفع صوتك حتى أسمع0






وهذا أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي كان يأكل الكعك ولا يأكل الخبر

فقيل له: لما لاتأكل الخبز ؟

فقال : حسبت الوقت بين أكل الكعك والخبز قراءة خمسين آية

الله اكبر فكم نضيع نحن من الوقت قصدا ؟






وها هو ابن مسعود رضى الله عنه وأرضاه يقول ما ندمت على شيئ ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي

فماذا زدنا نحن من عمل لينفعنا الله به؟






وقيل لأحد الصالحين اجلس معنا فقال : احبس الشمس أجلس معك ( أي إن استطعت أن تحبس العمر فأنا أجلس معك )






لله درهم ما أشد حرصهم على أوقاتهم فكيف لي ان الحق بركبهم وقد فرط تفريط نمرود متعجرف او ضال ومستهتر0

هذه وقفه احببت فيها ان اذكر نفسي وألجمها واقودها الى الطريق الصحيح فأنا كما قال احد الصالحين منذو اربعين عاما أسير وأوشكت على الوصول فهل من زاد اتزود به 0

وأذكر نفسي بما انعمه الله علي من عمر وصحة وفراغ لأجعله طاعة لله تعالى وان أعمرة بالعمل الصالح وأحتسب الاجر وأصاحب اعمالي بنية الخير 0

فلتجعلي يانفس نصب عينيك قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم :

( اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك )




قال تعالى

{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه} الزلزله


وأخيراً ارفع اكف الدعاء الى خالق الأرض والسماء وادعوه كما قال سبحانة :
"رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"



هذا وصلى الله وسلم علي سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والتسليم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق